سوال:
مفتی صاحب! ایک عالم دین ختم قرآن کے موقع پر فرمارہے تھے کہ قرآن مجید دو مرتبہ اترا ہے۔ آپ سے معلوم یہ کرنا ہے کہ اس بات کی کیا حقیقت ہے؟ براہ کرم رہنمائی فرمادیں۔
جواب: واضح رہے کہ قرآن مجید کا نزول دو مرتبہ ہوا ہے، ایک مرتبہ مکمل قرآن مجید لوح محفوظ سے بیت المعمور (آسمانی کعبہ) کے ایک حصہ میں جس کا نام "بیت العزّت" ہے، میں نازل کیا گیا، اس کے بعد تیئیس سال کے عرصہ میں تھوڑا تھوڑا کرکے حسبِ ضرورت آنحضرت ﷺ پر نازل کیا جاتا رہا، یہاں تک کہ تیئیس سال میں اس کی تکمیل ہوئی۔
۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔
دلائل:
المعجم الكبير للطبراني: (رقم الحدیث: 12095، 391/11، ط: مكتبة ابن تيمية)
حدثنا محمد بن عثمان، ثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون، ثنا مصعب بن سلام، عن سعد بن طريف، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس، أنه سئل عن قوله (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن) الایة: 185، و قوله (إنا أنزلناه في ليلة مباركة) الایة: 3، فقال: إنه قد أنزل في رمضان في ليلة القدر في ليلة مباركة جملة واحدة، ثم أرسل على مواقع النجوم رسلا في الشهور والأيام
الأسماء و الصفات للبيهقي: (574/1، ط: مكتبة السوادي)
501 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه , أنا أبو بكر القطان , ثنا أحمد بن يوسف السلمي , ثنا عبيد الله بن موسى , عن إسرائيل , عن السدي , عن محمد بن أبي المجالد , عن مقسم , عن ابن عباس , رضي الله عنهما , قال: سأله عطية بن الأسود , فقال: إنه قد وقع في قلبي الشك في قول الله تعالى: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن) الایة: 185، و قوله: (إنا أنزلناه في ليلة القدر) الایة: 1 , وقوله:(إنا أنزلناه في ليلة مباركة) الایة: 3، وقد أنزل في شوال وذي القعدة وذي الحجة والمحرم وشهر ربيع الأول فقال ابن عباس رضي الله عنهما: إنه أنزل في رمضان, وفي ليلة القدر , وفي ليلة مباركة جملة واحدة, ثم أنزل بعد ذلك على مواقع النجوم: رسلا في الشهور والأيام
تفسير مقاتل بن سليمان: (273/5، ط: دار إحياء التراث بيروت)
"ومن التحقيق الدقيق الذي قدمناه لك، ترى ان الراجح هو ان مدة نزول الوحى على رسول الله صلى الله عليه وسلم، كانت ثلاثة وعشرين عاما على وجه التقريب. وان مدة نزول الوحى فى مكة 13 عاما40 . وان مدة نزول الوحى فى المدينة 10 أعوام 41
الاتقان فی علوم القرآن: (النوع السادس عشر في كيفية إنزاله، 146/1، 148، ط: الهيئة المصرية العامة للكتاب)
اختلف في كيفية إنزاله من اللوح المحفوظ على ثلاثة أقوال،
أحدها، وهو الأصح الأشهر أنه نزل إلى سماء الدنيا ليلة القدر جملة واحدة ثم نزل بعد ذلك منجما في عشرين سنة وثلاث وعشرين أو خمس وعشرين على حسب الخلاف في مدة إقامته بمكة بعد البعثة
وأخرج الحاكم والبيهقي وغيرهما من طريق منصور عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: أنزل القرآن في ليلة القدر جملة واحدة إلى سماء الدنيا وكان بمواقع النجوم وكان الله ينزله على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعضه في إثر بعض.
وأخرج الحاكم والبيهقي أيضا والنسائي من طريق داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس قال أنزل القرآن في ليلة واحدة إلى السماء الدنيا ليلة القدر ثم أنزل بعد ذلك بعشرين سنة ثم قرأ: (ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا) (وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا)
وأخرجه ابن أبي حاتم من هذا الوجه وفي آخره فكان المشركون إذا أحدثوا شيئا أحدث الله لهم جوابا
وأخرج الحاكم وابن أبي شيبة من طريق حسان بن حريث عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس قال: فصل القرآن من الذكر فوضع في بيت العزة من السماء الدنيا فجعل جبريل ينزل به على النبي صلى الله عليه وسلم. أسانيدها كلها صحيحة
وأخرج الطبراني من وجه آخر عن ابن عباس قال: أنزل القرآن في ليلة القدر في شهر رمضان إلى سماء الدنيا جملة واحدة ثم أنزل نجوما. إسناده لا بأس به
وأخرج الطبراني والبزار من وجه آخر عنه قال أنزل القرآن جملة واحدة حتى وضع في بيت العزة في السماء الدنيا ونزله جبريل على محمد بجواب كلام العباد وأعمالهم
وأخرج ابن أبي شيبة في فضائل القرآن من وجه آخر عنه دفع إلى جبريل في ليلة القدر جملة واحدة فوضعه في بيت العزة ثم جعل ينزله تنزيلا
وأخرج ابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات من طريق السدي عن محمد عن ابن أبي المجالد عن مقسم عن ابن عباس أنه سأل عطية بن الأسود فقال: أوقع في قلبي الشك قوله تعالى: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن) و قوله: إنا أنزلناه في ليلة القدر) وهذا نزل في شوال وفي ذي القعدة وفي ذي الحجة وفي المحرم وصفر وشهر ربيع فقال ابن عباس إنه أنزل في رمضان ليلة القدر جملة واحدة ثم أنزل على مواقع النجوم رسلا في الشهور والأيام
قال أبو شامة: قوله: رسلا أي رفقا وعلى مواقع النجوم أي على مثل مساقطها يريد: أنزل في رمضان في ليلة القدر جملة واحدة ثم أنزل على ما وقع مفرقا يتلو بعضه بعضا على تؤدة ورفق.
واللّٰه تعالٰی اعلم بالصواب
دارالافتاء الاخلاص،کراچی