۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔
دلائل:

شرح الفقه الأكبر لأبي منصور الماتريدي: (ص: 151، 153، ط: مطبعة دائرة المعارف النظامية)
فمن طریق اللغة فرق بین الإیمان والإسلام؛ لأن الإیمان فی اللغة عبارۃ عن التصدیق قال اللہ تعالیٰ ’’وما أنت بمومن لنا ‘‘أی بمصدق لنا والإسلام عبارة عن التسلیم ،وللتصدیق محل خاص وهو القلب واللسان ترجمانه، وأما التسلیم فإنه عام فی القلب واللسان والجوارح ویدل علی کون الإسلام أعم في اللغة کون المنافقین من المسلمین بحسب اللغة وماکانوا مسلمین بحسب الشرع ،وماکانوا مؤمنین بحسب اللغة والشرع ،قال تعالی:’’ قالت الاعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولکن قولوا أسلمنا‘‘ لوجود الاعتراف باللسان وهو إسلام فی اللغة لعدم التصدیق بالقلب ’’ولکن لایکون أی لایوجد فی حکم الشرع إیمان بلا إسلام؛ لأن الإیمان ہو الاقرار والتصدیق لألوهیة اللہ تعالی کما هو بصفاته وأسمائه فمن أقر وصدق یوجد فیه التسلیم والقبول بفرضیةأوامراللہ تعالی وحقیة أحکامه وشرائعه، ولا یوجد إسلام بلا إیمان ؛لأن الإسلام هو التسلیم والا نقیا دلأوامر اللہ تعالی ،وذلک لا یوجد إلا بعد التصدیق والإقرار، فلا یعقل بحسب الشرع مؤمن لیس بمسلم أو مسلم لیس بمؤمن، وهذا مراد القوم بترادف الاسمین واتحاد المعنی (وهما كالظهر والبطن ) أي الإيمان والإسلام متلازمان الاينفك أحدهما عن الآخر كما لاينفك الظهر عن البطن و البطن عن الظهر

شرح العقائد النسفية: (ص: 305، 307، ط: مكتبة البشرىٰ)
والإيمان والإسلام واحد؛ لأن الإسلام هو الخضوع والانقياد، بمعنى قبول الأحكام والإذعان بهما، وذلك حقيقة التصديق على ما مر، ويؤيده قوله تعالى: ﴿فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ. وبالجملة لا يصح في الشرع أن يحكم على أحد بأنه مؤمن وليس مسلم، أو مسلم وليس مؤمن، ولا نعني بوحدهما سوى ذلك وظاهر كلام المشايخ أنهم أرادوا عدم تغايرهما بمعنى أنه لا ينفك أحدهما عن الآخر لا الاتحاد بحسب المفهوم كما ذكر في الكفاية من أن الإيمان هو تصديق الله تعالى فيما أخبر من أوامره ونواهيه، والإسلام هو الانقياد والخضوع لإلوهيته، وذا لا يتحقق إلا بقبول الأمر والنهي، فالإيمان لا ينفك عن الإسلام حكما، فلا يتغايران، ومن أثبت التغاير يقال له: ما حكم من آمن و لم يسلم أو أسلم ولم يؤمن؟ فإن أثبت لأحدهما حكماً ليس بثابت للآخر فيها، وإلا فقد ظهر بطلان قوله. فإن قيل: قوله تعالى:’’ قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوأَسْلَمْنَا‘‘صريح في تحقق الإسلام بدون الإيمان قلنا: المراد أن الإسلام المعتبر في الشرع لا يوجد بدون الإيمان، وهو في الآية بمعنى الانقياد الظاهر من غير انقياد الباطن بمنزلة التلفظ بكلمة الشهادة من غير تصديق في باب الإيمان فإن قيل: قوله "الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا دليل على أن الإسلام هو الأعمال لا التصديق القلبي، قلنا: المراد أن ثمرات الإسلام وعلاماته ذلك، كما قال لا لقوم وفدوا عليه: اتدرون ما الإيمان بالله وحده؟ فقالوا: الله ورسوله أعلم قال "شهادة أن لا إله إلا الله وأن وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة وصيام رمضان، وأن تعطوا من المغنم الخمس و قال علیه السلام الإيمان بضع وسبعون شعبة، أعلاها قول لا إله إلا الله، وأدناها
إماطة الأذى عن الطريق".

معارف القرآن لمفتي شفيع العثماني: (126/8، ط: إدارة المعارف)

واللہ تعالٰی اعلم بالصواب
دارالافتاء الاخلاص،کراچی