۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔
دلائل:

صحیح البخاري، لمحمد بن إسماعيل البخاري الجعفي، 199/4، رقم الحدیث:3606، المحقق: محمد زهير بن ناصر الناصر،الناشر: دار طوق النجاة:
عن حذيفة بن اليمان يقول: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: «نعم» قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: «نعم، وفيه دخن» قلت: وما دخنه؟ قال: «قوم يهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر» قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: «نعم، دعاة إلى أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها» قلت: يا رسول الله، صفهم لنا؟ فقال: «هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا» قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم، قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال «فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض بأصل شجرة، حتى يدركك الموت وأنت على ذلك»
کذا أخرجه مسلم في "صحيحه"،کتاب الإمارة، باب الأمر بلزوم الجماعة عند ظهور الفتن وتحذير الدعاة إلى الكفر، 1475/3، رقم الحدیث: 1847، المحقق: محمد فؤاد عبد الباقي، الناشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت۔
وقدأخرج نعیم بن حماد في کتابه "الفتن"، واقتصر إلی قوله «هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا»
(باب ما كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم من التقدم ومن أصحابه بعده في الفتن التي هي كائنة، 27/1، المحقق: سمير أمين الزهيري، الناشر: مكتبة التوحيد – القاهرة)

المفاتيح في شرح المصابيح، لمظهر الدین حسین بن محمود، 349/5، رقم الحدیث: 4144،تحقيق ودراسة: لجنة مختصة من المحققين بإشراف: نور الدين طالب، الناشر: دار النوادر:
وفي رواية: "تكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم كقلوب الشياطين في جثمان إنس". قال حذيفة، قلت: كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك؟ قال: "تسمع وتطيع الأمير، وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك".

مرقاة المفاتيح، للملا علي القاري الهروي، کتاب الفتن 3380/8، ط: دار الفکر:
قوله ﷺ "فاعتزل تلك الفرق كلها "، أي: الفرق الضالة الواقعة على خلاف الجادة من طريق أهل السنة والجماعة۔
فتح الباري لابن حجر، کتاب الفتن، باب كيف الأمر إذا لم تكن جماعة كان تامة، 36/13، ط: دار المعرفة:
وقوله: "وأنت على ذلك" أي العضّ، وهو كناية عن لزوم جماعة المسلمين وطاعة سلاطينهم ولو عصوا۔ قال البيضاوي: المعنى إذا لم يكن في الأرض خليفة فعليك بالعزلة والصبر على تحمل شدة الزمان وعضّ أصل الشجرة، كناية عن مكابدة المشقة۔ كقولهم: "فلان يعضّ الحجارة من شدة الألم"، أو المراد: "اللزوم"، كقوله في الحديث الآخر "عضوا عليها بالنواجذ".

تکملة فتح الملهم بشرح صحيح مسلم ، للشیخ محمد تقی العثمانی ، کتاب الإمارة،ا باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين، 344/3، مکتبة دار العلوم کراتشي:
والذي يظهر لهذا العبد الضعيف -عفا الله عنه- من معنى الحديث: أن المعتزل إذا لم يجد شيئا يأكله بسبب عزلته، حتى اضطر إلى أكل أصول الأشجار فليفعل، ولا يمنعه ذلك عن الاعتزال۔ والله سبحانه أعلم.

واللہ تعالیٰ اعلم بالصواب
دارالافتاء الاخلاص،کراچی